الابتســامــة التـــي تخفيهــا المعانــاة والآلام
في غياب حنان الأسرة.. الشارع ليس الكفيل الآمن
رغم الابتسامة التي لاتغادر وجوههم إلا أنها تخفي الكثير من الآلام والمعاناة لأمهات وآباء بسبب تخلي فلذات أكبادهم عنهم دون رحمة أو شفقة، قرعوا أبواب دور العجزة بعد أن ضاقت بهم الحياة ووجدوا أنفسهم تائهين في الشارع لا مأوى لهم ولا حنان العائلة يحتضنهم.
دفعنا الفضول لمعرفة ما تخفيه جدران الدار من قصص المسنين الذين نكرهم أفراد عائلاتهم، في الوقت الذي يفترض أن يرد إليهم جميلهم، هؤلاء الأمهات اللواتي أفنين عمرهن وحياتهن وشبابهن في تربية أبنائهن وتوفير الرعاية لهم، ثم عند تقدمهم في العمر، وأصبحوا ضعافا لم يجدوا من يقدم لهم ما يحتاجونه، فلجأوا إلى دور المسنين.
لاحظنا خلال زيارتنا أن بعض المقيمات بمركز دار العجزة بدالي إبراهيم هن شابات لا تتجاوز أعمارهن 35 سنة وهناك أيضا ذوو الاحتياجات الخاصة اللواتي يعانين من إعاقات حركية وذهنية بسبب الصدمة الكبيرة التي تعرضن لها بعد أن قست عليهن الحياة وانعدمت الرحمة لدى الإنسان، حيث لم يرفض المسؤولون استقبال النساء اللواتي بحاجة إلى المساعدة بالمركز نظرا لوضعيتهن الصعبة، كما أن هناك بعض المسنات اللواتي هربن من البيت بمحض إرادتهن ويخفين هويتهن خوفا من إعادتهن إلى عائلاتهن بسبب المشاكل التي لا يستطعن تحملها.
البعض منهن تنتابهن صدمة نفسية شديدة نتيجة الضغوطات النفسية التي تعرضن لها أثناء عيشهن مع أبنائهن في البيت أو أفراد العائلة الذين غدروا بهن ولحد الآن لا يتقبلون فكرة تخليهم عنهم أو تركهم في بيوت تحمل ذكريات السنوات التي ضاعت منهم فيصيبهم انهيار عصبي يصل إلى حد إصابتهم بالجنون، ويصيبهم اليأس وفقدان الأمل من الحياة.
نورة.. حكاية من كتاب مآسيه لا تنتهي
البداية كانت مع نورة بن نور التي عاشت في السنغال مع والدها قبل وفاته تم توجهت إلى بلجيكا للعيش مع والدتها ولكن إصابتها بحادث مرور خطير أملى عليها العودة إلى الوطن بعد أن رفض جميع أفراد عائلتها التكفل بها ورعايتها كونها مقعدة ولا تقوى عن المشي بسهولة، وفي نهاية 2014 لم تجد أي مأوى لها إلا دار العجزة بدالي إبراهيم الذي أصبح ملجأها الوحيد.
أكدت نورة أن لديها بعض الأفراد من عائلتها في الجزائر من بينهم عمها وابنته وكذا أختها وأبناؤها وهي تعيش في حيدرة إلا أن لا أحد منهم استطاع أن يأخذها للعيش وسط دفء وحنان العائلة بحكم الظروف الصعبة، معربة عن أملها أن ينتهي الكابوس الذي تعيش فيه يوما ما وتجد منزلا وعائلة تحتضنها كونها عاشت معاناة كبيرة وخدعها أقرب الناس إليها بعد أن وعدوها قبل مجيئها إلى الجزائر أن الأمور ستجري على أحسن ما يرام وسيتم التكفل بها جيدا من قبل الأقرباء حتى وجدت نفسها تائهة في الشارع.
وحسب نورة فإنه بالرغم من أجواء الراحة والظروف المهيأة لكل النزيلات بدون استثناء لينعمن بحياة هادئة، إلا أن المقيمات بالدار يحتجن إلى حنان الأسرة، وهو الشيء الوحيد الذي ينقصهن ولا يمكن شراء الحنان النابع من قلب ابن أو بنت أو أخت.
«هانيا» اختارت الدار هربا من قسوة أخ لم يرحمها
هانيا، كل من يراها في دار العجزة يتعجب كونها امرأة تملك مستوى دراسيا عاليا، تتحكم في اللغات الأجنبية ومهتمة بمظهرها الخارجي، في بادئ الأمر اعتقدنا أنها إحدى المسؤولات بالمركز إلا أن الفضول دفعنا للتقرب منها أكثر ومعرفة حقيقة تواجدها في هذا المكان.
منذ سنة ونصف تقطن هانيا التي تبلغ من العمر 66 سنة في دار العجزة بعد أمضت شبابها في شارع الأبيار رفقة أفراد عائلتها، عاشت مع والدتها إلى غاية وفاتها في عمارة قامت بشرائها بعد أن استفادت من حصتها في الميراث، وأمضت حياتها في تربية أخيها الصغير الذي كان بحاجة إلى الأموال لإنشاء مشروع خاص، لم تبخل الأخت الحنونة أخاها بل قدمت له الدعم اللازم من خلال بيع منزلها لكي تعطي له القيمة المالية التي تجاوزت 600 مليون سنتيم.
أكدت هانيا أن الأمور في البداية كانت حسنة ولكن بعد زواج أخيها من امرأة تحب نفسها ولا تملك الرحمة في قلبها ساءت أحوالها وبدأت تشعر بالندم، عندها اثبت لها أخوها أنه لن يقف إلى جانبها وهو ما حصل، فقد اختارت هانيا الذهاب إلى دار العجزة على العيش مع زوجة أخيها المتسلطة.
وأضافت هانيا بنبرة حزن قائلة :» أغلقت من حولي جميع الأبواب لم استطع تحمل الجحي الذي كنت فيه ولم يتبادر إلى ذهني أن يأتي يوم أجد فيه نفسي في الشارع وأنا امرأة متعلمة كنت أشتغل في الإدارة والآن متقاعدة، لم أرد أن أكون سببا في تفكيك أسرة، ففضلت اللجوء لدار العجزة فانا امرأة مطلقة بدون أطفال وحيدة».
سألناها إذا كانت ظروف المعيشة في المركز حسنة أجابت موضحة: «أنا من أفرض على الموظفات أن يعاملنني بطريقة جيدة واحترام دائم كوني امرأة متعلمة وعلى دراية بكامل الحقوق والواجبات إلا أن هذا لا يعني أن الأخريات لا يعانين من سوء المعاملة من قبل بعض العاملات بالمركز لا سيما كبار السن الذين يصعب التكفل بهم والمعاقين.
وأضافت قائلة: «لا يجب أن تصدقوا أن الموظفات يعاملن المسنات بطريقة جيدة في الأيام الأخرى عندما لا يكون المسؤولون حاضرين، ظلم كبير يقترف في حق هؤلاء الأشخاص وصل إلى حد تهديدهن بالضرب في حال عدم قبولهن الأوامر والتعليمات».
بعد حملهن 9 أشهر كرها
معاناة أمهات طردهن أبناؤهن إلى الشارع دون رحمة
قصة أخرى أثرت فينا لامرأة كبيرة في السن رغم أن الابتسامة لم تغب عنها إلا أنها تخفي ألام ومعاناة امرأة أمضت حياتها في رعاية وتربية ابنها الوحيد الذي تخلى عنها وتركها في الشارع دون أن يسال عن حالتها الصحية وإذا كانت حية أو ميتة، تعجبنا كيف لابن حملته أمه 9 أشهر في بطنها وأرضعته من صدرها وربته وضحت من أجله حتى يصبح رجلا أن يرمي والدته دون تأنيب الضمير.
معاناة هذه المرأة المسنة لم تقف عند تخلي ابنها الوحيد عنها وتفضيله البحث عن مستقبله بعيدا عنها على البقاء معها واحتواءها وإنما تعدت ذلك فهي بكماء لا تقوى على الكلام، حزنها الشديد وخيبتها الكبيرة استطاعت أن تشعرنا بها عن طريق محادثتنا باستخدام الإشارات.
رسالة كانت واضحة من أم سهرت وربت ولم تجد الخير في فلذة كبدها فكيف لها أن تجده في أشخاص غرباء، ولكن رغم ذلك لا تزال تنتظر اليوم الذي يعود فيه ابنها وتراه قبل أن توافيها المنية وهي مريضة مسنة.
ونحن نتقاسم معاناة المقيمات بالمركز لاحظنا مسنة كانت تحدق إلينا بنظرات حزينة تنتظر الدور بفارغ الصبر لكي تفرغ ما في جعبتها وتروي لنا قصتها المؤلمة التي بدأت عندما تخلى عنها فلذات أكبادها الثلاثة وهم ياسين وعبد الرحيم ويوسف أصغرهم دون أن يأتوا على الأقل لرؤيتها وزيارتها في هذا المركز الذي مكثت فيه قرابة 20 سنة.
المرأة البالغة من العمر 84 عاما والتي تخلى عنها أبناءها تسمى زهية، ليست لديها أية أخبار عنهم وهم لا يسألون عنها منذ أن اتخذوا قرار أخذها إلى دار المسنين وتركها هناك من دون رحمة ولا رأفة، اعتقادا منهم أنها لا تريد مصلحتهم وإنما تنوي لهم الشر وفي نفس الوقت شعروا أنها أصبحت عبئا ثقيلا لا بد أن يتخلصوا منه.
قالت زهية إنها من كثرة خوفها على أبنائها الثلاثة وحبها الكبير كانت توبخهم وتهددهم بالتبليغ عنهم لدى مصالح الشرطة في حال لم يبتعدوا عن المخدرات التي تدمر مستقبل حياتهم إلا أنهم جازوها بهذه الطريقة، مشيرة إلى أن زوجها هجرها إلى فرنسا دون رجعة وتركها تصارع الحياة وتسهر على توفير لقمة العيش لأبنائها الناكرين.
أشخاص بدون ضمير فقدوا الحس الإنساني
وراحت بعضهن تروين لنا سبب تواجدهن في الدار دون حتى أن نطلب ذلك، من بين هؤلاء المقيمات نزيهة التي تبلغ من العمر 47 سنة، منذ 7 سنوات وهي مقيمة بمركز دالي إبراهيم، في حين يتواجد والدها بدار العجزة الكائن مقرها بباب الزوار الخاصة بالرجال.
وفي ذات السياق أوضحت نزيهة أن سبب تواجدهم في الشارع عمهم الذي طردهم من المنزل، فقبل أن تتوفى جدتهم استطاع أن يجعل والدته تمضي له على الأوراق التي تثبت تنازلها عن المنزل لصالحه دون أن تعلم كونها جاهلة ولا تعرف القراءة واغتنم فرصة وفاتها ولم يتريث في طرد أفراد عائلته إلى الشارع دون تأنيب الضمير.
وأضافت محدثتنا أن عمها قام بطردها وشقيقيها ووالدها وانعدام الرحمة لديهم وصل إلى إحضار والده الذي رباه إلى دار العجزة أيضا موضحة أن أحد شقيقيها استطاع أن ينجو من معاناة دور العجزة فقد تزوج واستأجر منزلا بسيطا للعيش فيه في حين يقطن أخوها الثاني عند أصدقائه.
«الشارع لا يرحم وليس لنا اختيار آخر إلا دار العجزة »
بطغا رمضان الذي وجدناه جالسا في الساحة تائها في أفكاره، وكأنه يفرغ ما تراكم في حياته من آلام زرعها في قلبه أفراد عائلته، لمسنا كآبة في ملامحه فتقربنا منه أكثر لمعرفة تفاصيل حياته إلا انه لم يشأ أن يتذكر المعاناة التي عاشها مكتفيا بالقول بنظراته الحزينة إن أفراد عائلته غدروا به وتخلو عنه.
بطغا رمضان لم يرتكب أي ذنب في حق عائلته سوى أنه ضيع سنوات عمره في العمل، وبعد أن كبر في السن لم تعد له أهمية في نظرهم فضاقت به الدنيا وامتلأت عيناه بالحزن بعد أن غدرت به عائلته وكافأته بوضعه وحيدا بين أربعة جدران، وإلى غاية اليوم لا أحد من عائلته يسأل عنه حتى في الأعياد والمناسبات بل وجد ناس الخير الذين يأتون لزيارته والاطمئنان على حالته.
أمضى 20 سنة في مركز باب الزوار وأصبحت التجاعيد تغطي وجهه فهو يبلغ من العمر 90 سنة ولحد الآن لا يزال يأمل أن يجد دفء العائلة الذي لا يمكن أن تعوضه دور المسنين على حد قوله رغم أن لديه أصدقاء في المركز يعتبرهم أخوة له أكثر من أخيه الذي ولدته أمه القاطن بعنابة والذي لم يشأ استقباله في بيته.
رجايمية حسن نظراته تروي حكايته المليئة بالحزن لم نعتقد أن تقربنا منه سيفرحه ويجعل نفسيته ترتاح بعد أن وجد أحدا بجانبه يفضفض له ما يكبته من مشاكل، لا يملك أولاد إلا ابن أخيه الذي كان يعتبره ابنه إلا انه خذله ولم يقف إلى جانبه وتركه تائها وهو الآن يبلغ من العمر 76 سنة.
أمضى رجايمية حياته كلها في الشارع تجول من مكان إلى آخر تعب لسنوات طويلة وقست عليه الحياة فقد تعرض للضرب والشتم وسوء معاملة الغرباء نظرا لظروفه الصعبة حيث أكد لنا أن الشارع لا يرحم، ولم يجد حلا آخر بعد أن أنكره أفراد عائلته المتبقية خاصة ابن أخيه سوى اللجوء إلى دار العجزة بباب الزوار لرعايته خصوصا بعد مرضه وكبر سنه، حيث أصبح يشعر أنه عبء ثقيل على كل من حوله.
المقيمات بالمركز يشتكين سوء معاملة الموظفات
خلال الزيارة الميدانية التي قمنا بها بدار العجزة بدالي إبراهيم تجولنا في أروقة المركز، ولا ننكر أن غرف المقيمات لم تنقصها النظافة وتحتوي على جميع اللوازم التي يحتاجها الشخص المسن، ولكن النقطة السوداء في هذا المركز تكمن في سوء المعاملة التي تتعرض لها المسنات من قبل العاملات بالدار اللواتي تتكلفن بأمور نظافتهن وتلبية حاجياتهن اليومية، وذلك حسب تصريحات بعض المقيمات.
أكدت المقيمات بمركز دالي إبراهيم أن ظروف المعيشة داخل الدار لا بأس بها نظرا لتوفير الاحتياجات اللازمة لاسيما ما تعلق بضمان علاج المقيمات في حال إصابتهن بأي مرض واستفادتهن من مختلف أنواع الأدوية والحفاضات للمسنات اللواتي بحاجة إليها، بالإضافة إلى نوعية الأكل الذي اعتبرنه غير سيء، ولكن مشكل جميع المقيمات -على حد تعبيرهن -طريقة المعاملة الفضة التي تصل إلى حد التهديد بالضرب.
وحرص مركز دالي إبراهيم على توفير أجواء تليق بالمقيمات من خلال تشجيعهن على إبراز مواهبهن في مختلف المجالات حتى لا يشعرن بالفراغ والروتين لعل هذه النشاطات الترفيهية تنسيهن ولو قليلا المعاناة، واستطعنا الاطلاع على الورشات الخاصة بالأنشطة التي تكسر الملل عليهن كالخياطة والطرز والرسم والطبخ.
الدكتورة علاق: «الأمراض المزمنة تهدد صحة المقيمات بسبب الضغوطات النفسية»
الدكتورة علاق حميدة الطبيبة العامة الوحيدة بمركز دالي إبراهيم تقوم بعلاج جميع المقيمات، منذ 2009 وهي تشتغل بالمركز، تجمعها مع نساء المركز علاقة جيدة نظرا لطيبتها وصبرها،، فبمجرد أن تحتاج أي امرأة لخدماتها تجدها حاضرة حتى خارج أوقات عملها.
أكدت علاق أن العلاقة التي تربطها مع المقيمات بالمركز أكثر من أن تكون علاقة عمل بين طبيب ومريضه وإنما تعتبرهن من أفراد عائلتها، بعد أن حاولت التقرب من كل مقيمة فامتلكت قلوب ومحبة جميع المتواجدات بالمركز المسنات والشابات بفضل البسمة التي لا تغادر وجهها والتي تشعر المقيمات براحة كبيرة.
وأوضحت أن الأشخاص المسنين يحتاجون إلى عناية خاصة، فبعد كبر سنهم يتحولون إلى أطفال صغار يجرح قلوبهم أي شيء يمس كرامتهم، فهي تحاول الاعتناء بهن وتقديم الرعاية الطبية يوميا، مشيرة إلى أن الكثير من المقيمات تعانين من الأمراض المزمنة كارتفاع الضغط الدموي والسكري وأمراض القلب والشرايين بسبب الضغوطات النفسية التي عاشوها من قبل والتي تؤثر عليهم مدى الحياة، وبالتالي فهن بحاجة إلى الدعم النفسي أكثر من قبل الأشخاص الذين يسهرون على رعايتهم.
حالات كثيرة تزور مراكز المسنين على مستوى كل ولايات الوطن، أبناء يتخلون عن أوليائهم ويقومون بالسفر إلى الخارج، الميراث والطمع لتقسيم المال، وبيع بيت العائلة في حالة وفاة الوالد، فتدخل الوالدة إلى المركز رغما عنها، زوجة بدون ضمير تلقي بزوجها الكبير في السن بدور العجزة لعدم قدرتها على تحمل تغيير الحفاظات والعناية به.
جريمة يرتكبها الأبناء في حق الآباء
معاقبة كل من يحيل والديه إلى دار المسنين
رغم صدور قرار في القانون الجزائري يقضي بمعاقبة كل من يحيل والديه إلى دار المسنين بالسجن، إلا أن هذه الظاهر ما زالت تعرف انتشارا في المجتمع الجزائري نظرا لغياب التطبيق الفعلي للمواد القانونية، وهو ما جعل دار الشيخوخة جريمة يرتكبها الأبناء في حق الآباء.
ونظرا لاستفحال ظاهرة عقوق الوالدين أولت الجزائر اهتماما كبيرا بهذه الفئة من حيث إصدار قانون خاص لحماية المسنين عام 2010، والذي تم استكمال إعداد 10 نصوص تكميلية خاصة به تطلبت عمل سنة كاملة.
ولحماية الأشخاص المسنين يحتوي القانون على 40 مادة تنص على معاقبة كل من ترك شخصا مسنا أو عرضه لخطر بنفس العقوبات المنصوص عليها في قانون العقوبات، لاسيما المادتان 314 و316 منه، ويعاقب بموجب هذا القانون الأشخاص المخالفون لأحكامه بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، وبغرامة مالية تتراوح مابين 000 20 دج إلى 000 500 دج
وتنص بعض هذه النصوص التكميلية على استفادة المسنين من مجانية النقل» أو «تخفيض سعره» و» استحداث بطاقة لفائدة المسنين» و»الوساطة العائلية والاجتماعية» و»تقديم مساعدات للأشخاص المسنين بالبيت»، إلى جانب استفادة العائلات التي تتكفل بالأشخاص المسنين من دعم الدولة وذلك بحسب الحالات.
كما ينص أيضا على حماية الشخص المسن من كل أشكال التخلي والعنف وسوء المعاملة، والاعتداء والتهميش والإقصاء من الوسط الأسري والاجتماعي، كما أصبح إنشاء هياكل خاصة بطب الشيخوخة وضمان الرعاية الصحية للمسنين في إطار مراكز نهارية ضرورة لابد منها، حيث وضعتها الدولة من ضمن أولوياتها التي تعمل على توفيرها في أقرب الآجال.
استنتجنا من خلال زيارتنا الميدانية أن الحالات والروايات تعددت لكن العنصر المشترك بين هؤلاء المسنين أن أقرب الناس إليهم خذلوهم وتخلوا عنهم حتى وجدوا أنفسهم يقضون بقية حياتهم وحيدين داخل دار العجزة، وما أثار تعجبنا أنه بالرغم من معاناتهم الكبيرة إلا أنهم يملكون قلبا كبيرا متسامحا، فهم لا يحقدون عن من تخلو عنهم وينتظرون أن يأتي يوم يعودون فيه إلى دفء وحنان العائلة.